دين واحد بشرائع متعددة
خطأ: لا توجد وحدة بهذا الاسم "Unsubst".
دين واحد بشرائع متعددة، يقصد به الدين الإلهي، وشرائع الأنبياء والرسل، حيث يؤمن المسلمون أن الدين عند الله، منذ الأزل دين واحد، وهو الإسلام، حيث يقتبسون من القرآن: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾، و شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ، وهنا يقول البروفسور حامد بن أحمد الرفاعي، في كتابه تعالوا إلى كلمة سواء،[١] وتُشير العقيدة الإسلامية إلى أن الدين واحد لا يتعدد، بل الذي يتعدد هي شرائع هذا الدين الرباني السماوي الواحد، حيث أرسل الرسل والأنبياء بشرائع متعددة: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
الرسل والأنبياء دينهم الإسلام[عدل]
يتضمن القرآن آيات تشير إلى أن الرسل والأنبياء أقروا بأن دينهم الإسلام:
- نوح: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [٢].
- إبراهيم: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [٣].
- يوسف: رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [٤].
- موسى: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [٥].
- عيسى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [٦].
- وقال الله، مخاطبا اليهود والنصارى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [٧].
كما ويشير القرآن إلى أن الله قال أن دينه واحد: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُُ لَهُ مُسْلِمُونَ . وأن شريعة الرسول محمد جاءت مكملة ومتممة لكل الشرائع: ﴿اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ﴾. ولهذا يؤمن المسلمون أن الله لم يبعث بعده نبيًا آخر، لأن الله أكمل به الدين وأتم به النعمة، ولأنه بعث إلى الناس عامة إلى الجن والإنس، فالله أكمل الدين كله، وأتم النعمة على العباد.
يقول الشيخ بن باز:[٨] «فالإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه، وهو دين الأنبياء كلهم، هو دين آدم أبينا عليه الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده، دين نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وداود، وسليمان، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ودين غيرهم من الأنبياء .. وهو دين النبي محمد، الذي بعثه الله به إلى الناس عامة، قال النبي : الأنبياء أولاد لعلات دينهم واحد وأمهاتهم شتى، وفي لفظ آخر: الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد، وأمهاتهم متعددة.»
إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي[عدل]
- مقالة مفصلة: الوصايا العشر
قال أبي هريرة أنَّ الرسول محمد قال: (إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!)، قال: ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ))؛ رواه الشيخان، واللفظ للبخاري[٩].
وما جاء به الأنبياء والرسل جميعا الوصايا العشر[١٠] [١١][١٢][١٣]، يؤكدها القرآن: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
رأي الإسلام في الأديان الأخرى[عدل]
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، يشير القرآن إلى أن الله لا يقبل بدينٍ إلا الإسلام، الذي هو (الإذعان، والاستسلام، والخضوع لله تعالى، وعبادته وحده، والإيمان به وبرسله، وبما جاءوا به من عند الله). ولكل رسول شرعة ومنهاج، حتى ختمهم بمحمد، فأرسله للناس كافة (بشيرا، ونذيرا).
فوفقاً لرأي المسلمين، أن المؤمنين من أتباع الأنبياء السابقين، كلهم كانوا مسلمين بالمعنى العام، يدخلون الجنة بإسلامهم، فإذا أدرك أحدهم مبعث النبي محمد، لم يقبل منه إلا اتباعه.[١٤]
يقول الدكتور أحمد الطيب، أن كلمة الإسلام المذكورة في قوله تعالى "﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾"، تعني الدين الإلهي،[١٥] والنبي إبراهيم بشر بالإسلام، "﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك﴾"، والنبي نوح قال: "﴿وأمرت أن أكون من المسلمين﴾"، والنبي موسى نفس الشيء، حتى النبي عيسى "﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾"، كل الأنبياء جاءوا بدين الإسلام، وقالوا نحن مسلمون لله".
موقف اليهود والمسيحيين من الدين الأزلي عند الله[عدل]
- مقالات مفصلة: أديان إبراهيمية
- ملة إبراهيم
- صحف إبراهيم
- حنيفية
إن الدين واحد من عند الله (وحدة المصدر)، وأن المسيحية والإسلام واليهودية هي الديانات الإبراهيمية، المنبثقة من دين النبي إبراهيم.[١٦][١٧][١٨]
وهنا اقترح الباحث الكاثوليكي في الإسلام لويس ماسينيون أن عبارة "الدين الإبراهيمي" تعني أن كل هذه الأديان تأتي من مصدر روحي واحد.
وأشار بولس الطرسوسي إلى إبراهيم بأنه "أبونا جميعًا". هناك مصطلح قرآني، وهو ملّة إبراهيم أي "دين إبراهيم"،.[١٦][١٧][١٨] ويشير إلى أن الإسلام يرى نفسه ذروة الممارسة الدينية لإبراهيم.[١٩] ويزعم التقليد اليهودي أن اليهود ينحدرون من إبراهيم، وأنّ أتباع اليهودية يستمدون هويتهم الروحية من إبراهيم كأول "الآباء" أو البطاركة الكتابيين الثلاثة: إبراهيم وإسحق ويعقوب.
تدعي جميع الديانات الإبراهيمية الرئيسية نسباً مباشراً إلى إبراهيم، حيث يؤكد معظم المسيحيين على أصل الشعب اليهودي يعود إلى إبراهيم، لكنهم، باعتبارهم من الأغيار، يعتبرون أنفسهم مزروعين في شجرة العائلة بموجب العهد الجديد.
يرى يوسف زيدان في "اللاهوت العربي" أنَّ تسمية هذه الأديان باسم الأديان السماوية وصف غير صحيح؛ لأنَّ كلَّ دين سماويٌّ بالضرورة، ولعل الأصح -في رأيه- إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث عن غيرها، أن نصفها بأنها ديانات رساليَّة أو رسوليَّة؛ لأنها أتتْ إلى الناس برسالة من السماء عبر رسل من الله وأنبياء يدْعُون إليه تعالى ويخبرون النَّاس عنه. ينتقل زيدان بعد ذلك إلى محاولة إثبات أنَّ هذه الأديان الثلاث ليست في الحقيقة إلا ديانة واحدة، ولكنها ظهرتْ بتجلِّيات عدَّة، عبر الزمن الممتدّ بعد النبي إبراهيم، فكانت نتيجة هذه المسيرة الطويلة هي تلك التجليات الثلاثة الكبرى (الديانات) التي تحفل كلُّ ديانة منها بصيغ اعتقادية متعددة.
لجمال الدين الأفغاني مقال بعنوان "وَحْدَة الأديان وانقسامات تُجَّارِها"، ينظر فيه إلى الأديان الرساليَّة نظرة فيها واحديَّة. ورغم عدم إمكان القول أنَّه يراها بهذا المنظور السابق إلا أنه حاول الجمع بين الأديان الثلاثة؛ الموسويَّة والعيسويَّة والمُحمَّديَّة في رؤية تتوسَّل وَحدة المُحتوى توسُّلا ظاهرًا؛ فيرى أنها لا يصحُّ أن تتباين في جوهرها؛ لاتفاقها في المقصد والغاية، ثم يُجادل بعد ذلك عن فكرة الدين الخالص، والدين الخالص عنده ليس دينا واحدا أو دينا بعينه، ولكنَّه الدين الذي تتمُّ له الغلبة والظهور الموعود به، لا دين اليهود أو النصارى أو الإسلام إذا بقوا أسماء مجرَّدة.
مصادر[عدل]
- ↑ كتاب: تعالوا إلى كلمة سواء، للدكتور حامد الرفاعي[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 09 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ↑ القرآن الكريم، سورة يونس، آية رقم 72 إقرار نبي الله نوح بأن دينه الإسلام
- ↑ القرآن، سورة البقرة، آية رقم 132 إقرار نبي الله إبراهيم بأن دينه الإسلام
- ↑ القرآن، سورة يوسف، آية رقم 72 إقرار نبي الله يوسف بأن دينه الإسلام
- ↑ القرآن، سورة يونس، آية رقم 84 إقرار نبي الله موسى بأن دينه الإسلام
- ↑ القرآن، سورة آل عمران، آية رقم 52 إقرار نبي الله عيسى بأن دينه الإسلام
- ↑ القرآن، سورة آل عمران، آية رقم 65,66,67 الله موجها رسالة إلى أهل الكتاب بأن دين النبي إبراهيم الإسلام
- ↑ الإسلام دين الأنبياء كلهم نسخة محفوظة 2 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- ↑ أخرجه البخاري في كتاب المناقب (3535)، ومسلم (2286).
- ↑ خطأ: لا توجد وحدة بهذا الاسم "citation/CS1".
- ↑ خطأ: لا توجد وحدة بهذا الاسم "citation/CS1".
- ↑ إنجيل متى 19: 16-17.
- ↑ التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.192-193
- ↑ تفسير قوله تعالى إن الدين عند الله الإسلام - موقع الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 2 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- ↑ الإسلام دين إلهي - موقع تقكة نسخة محفوظة 18 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ↑ ١٦٫٠ ١٦٫١ Massignon 1949، صفحات 20–23
- ↑ ١٧٫٠ ١٧٫١ Smith 1998، صفحة 276
- ↑ ١٨٫٠ ١٨٫١ Derrida 2002، صفحة 3
- ↑ The Quran, albaqarah; v. 135
خطأ لوا في package.lua على السطر 80: module 'Module:Navbar/configuration' not found.
خطأ لوا في package.lua على السطر 80: module 'Module:Navbar/configuration' not found.
خطأ: لا توجد وحدة بهذا الاسم "Portal".
This article "دين واحد بشرائع متعددة" is from Wikipedia. The list of its authors can be seen in its historical and/or the page Edithistory:دين واحد بشرائع متعددة. Articles copied from Draft Namespace on Wikipedia could be seen on the Draft Namespace of Wikipedia and not main one.