البلوش (قبيلة)

قبيلة البلوش (المفرد بلوشي) هي إحدى القبائل الكبيرة في منطقة الخليج العربي، تعود في أصولها إلى قبيلة الأزد العربية، والبلوش من نسب سليمة بن مالك بن فهم الأزدي، الذي رحل من الجزيرة العربية إلى بلاد كرمان عام 300 قبل الميلاد.

النسب

إن أفراد البلوش المقيمين في الجزء الجنوبي الشرقي من الظاهرة قد استقروا هناك منذ زمن طويل، واكتسبوا أساليب حياة الأهالي المحليين حتى أصبح من المتعذر التمييز بينهم وبين العرب المجاورين. وهم أنفسهم يقولون إنهم ينحدرون من أصل عربي، وإن أسلافهم كانوا رجال من قحطان وهاجروا من جزيرة العرب إلى بلوشستان منذ قرون مضت. وهناك العديد من العرب في منطقة الظاهرة يقرون أن هؤلاء البلوش يجب اعتبارهم عرباً.

وهم ذرية محمد بن احمد بن عمادة بن حمزة بن المختار بن عوف بن عبدالله بن يحيى بن مازن بن مخاشن بن سعد بن صامت من مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

بلوش الظاهرة

الخريطة 4ب المنطقة الغربية (القبائل)

نبذة عن القبيلة

لقد شكل بلوش الظاهرة عنصرًا مهمًا من السكان المستقرين في الأراضي الواقعة بين الساحل المتصالح وسلطنة مسقط. ولا ينبغي أن يُعرَّف هؤلاء البلوش بأنهم الأشخاص الذين قدموا من منطقة جوادر، مكران، وهي الآن جزء من باكستان، للخدمة في جيش السلطان كمرتزقة، ولا ينحدرون من البلوش الذين استقروا في مسقط والمدن الساحلية في الباطنة والإمارات المتصالحة وجعلان وشرق وغرب حجر (وفقًا لدليل الجغرافيا ، كان عدد بلوش هذه المناطق في الأخيرة حوالي 1400 بلوشي) كتجار وصيادين. وبينما احتفظت هذه المجموعات باستخدام لغتها، فإن بلوش الظاهرة يتشكلون في شكل من أشكال التنظيم القبلي (على الرغم من أن عددهم لا يتجاوز 500 شخص)، وشيخهم هو سعيد بن راشد من آل إسماعيل، ومستوطناتهم الرئيسية هي المصلى والعراقي ودار حصرية حول عاصمتهم المازم؛ وهم من أهل السنة ويتحدثون العربية.

القرى

يشترك العبريون مع البلوش المستقلين في منطقة الظاهرة في ملكية بلدة العراقي في أعلى وادي عبري. ومن بين القرى التي يملكها البلوش في هذه المنطقة، نجد المازم والصبيخي ومشارب، التي تقع تقريبًا شمال غربي عبري. وتعد المازم عاصمة البلوش المستقرين في هذه القرى، رغم أنها ليست عاصمة جميع البلوش في عمان وسلطنة مسقط.

كما يذكر ثسيجر في وصفه لرحلته عبر هذه الأراضي عام 1949م أن البلوش في تلك المناطق لا يعترفون بحكم الإمام، وأنهم كانوا مشغولين بالدسائس لزيادة مطالبهم الإقليمية أو للحفاظ عليها. وفي هذا السياق، تعكس القرى الأربع التي ذكرناها، وهي العراقي والمازم والصبيخي ومشارب، جزءًا من نفوذ البلوش في هذه المنطقة، بالإضافة إلى علاقاتهم بالغبي، التي كانت في الماضي مدينة زاهرة تضم سبعين مسجدًا.

ورغم أن المازم تعد حاضرة البلوش في هذه القرى، فإن الرئيس الأكبر من آل إسماعيل، راشد بن سعيد، يقيم في العراقي التي تعد عاصمة ثانوية، (رغم أن البلوش لا يسيطرون على القرية كلها) إلى أن أرغم على الهروب من هناك عند ما استولت جنود سلطان مسقط بقيادة ضباط بريطانيين على البلدة وذلك خلال العمليات التى يجرى وصفها في الفقرتين 375 و 376 من الفصل الرابع فيما بعد. نائبه، سعيد ابن راشد، يعمل ممثلاً عن والده في قرى البلوش بالظاهرة، لكن سيطرة هؤلاء الرؤساء لا تمتد إلى البلوش المقيمين في مناطق أخرى من عمان أو في أراضي سلطان مسقط.

وهناك أيضًا عدد قليل من بلوش الظاهرة الذين استوطنوا منطقة البريمي لسنوات عديدة، ومن أبرزهم إبراهيم بن عبود، وهو أحد كبار مساعدي الشيخ زايد. والبريمي هي المركز الرئيسي في البقاع الشمالية للظاهرة، ولحفيت والقابل الواقعتين قرب هذا المركز أهميتهما. وإلى الجنوب تقع السنينة، ثم ضنك وعبري وهما بلدتان كبيرتان، ثم الواحات التي يمتلكها بني قتب والبلوش.

العلاقات والصراعات

في رحلته من أبو ظبي إلى مسقط في عام 1902، لاحظ الرائد كوكس بشكل خاص أن بلوش الظاهرة لم تكن لديهم اتصالات مع الباطنة ولكن تجارتهم في الاستيراد والتصدير كانت تتم بالكامل مع أبو ظبي ودبي. وهذا يفسر علاقتهم الجيدة عادة مع بني ياس وبشكل خاص تعاون شيخهم مع آل بو فلاح في منطقة البريمي.

سعيد بن راشد بن سعيد آل إسماعيل الهوتي، نجل شيخ البلوش في منطقة العراقي

في وقت إعادة تنظيم الولاءات القبلية خلال العقد الأول من هذا القرن، كان لبلوش المازم نزاع مع حماتهم السابقين بني قتب، وتعرضوا للهجوم من قبلهم. وعندما تجمع البدو بنو قتب في المازم، وأسفرت الأعمال العدائية هناك عن سقوط بعض الضحايا، لجأ بلوش الظاهرة إلى زايد بن خليفة طلبًا للمساعدة.

الصراع بين بلوش المازم وبني قتب

وفي فبراير 1906 جمع قواته بهدف دعم بلوش المازم واستخراج دية من بني قتب نيابة عن بلوش الظاهرة. وقد واجه بني قتب صعوبة في إيجاد الدعم، ولكن الشاب راشد بن أحمد من أم القيوين تبنى قضيتهم في نهاية المطاف كفرصة لتحدي نفوذ الشيخ زايد على القبائل في الداخل. ومع ذلك، تم منع حرب عامة بشأن نزاع بلوش الظاهرة من خلال اجتماع حكام الساحل المتصالح وشيوخ الداخل، الذي عقد في الخوانيج بالقرب من دبي في أبريل 1906. وأسفر الاجتماع عن الاتفاق المكتوب، المذكور بالفعل، بشأن مناطق نفوذ الحكام بين البدو. وتولى الشيخ زايد بن خليفة مسؤولية متابعة جميع الدعاوى "المهمة أو التافهة" التي كان لبلوش الظاهرة ضد بني قتب، وأصدر تعليماته إلى واليه أحمد بن هلال بذلك.

نهج القبيلة فيما بعد

ولكن في الخمسينيات من القرن العشرين، حذا بلوش الظاهرة حذو القبائل المجاورة وحاولوا استغلال الاهتمام الكبير الذي أبداه سلطان عمان وملك المملكة العربية السعودية بولاء هذه القبائل في وقت بدأ فيه التنقيب عن النفط في دارهم، كنقطة مساومة سياسية أو للحصول على إعانات مالية كبيرة.

التحالف الهناوي

تعيش قبائل الهناوية في الإمارات المتصالحة، وأبرزها بني ياس، بشكل رئيسي في أبو ظبي ودبي والشميلية. الحلفاء التقليديون لبني ياس هم أيضًا هناويون، العوامر مع العفار والمناصير. الظواهر في واحات البريمي وشمال الظاهرة، الذين أعلنوا ولاءهم لقسم آل بو فلاح الرائد من بني ياس في القرن التاسع عشر، هم أيضًا هناويون؛ وكذلك بني غافر في الظاهرة والعديد من القبائل الأصغر الأخرى في نفس المنطقة، مثل الأحباب. القبيلة المهمة من بني علي التي دعمت تقليديًا سلطان الهناوي آل بو سعيد، تعيش في وادي ضنك وينقل بالقرب من منطقة العين التي يهيمن عليها آل بو فلاح. كما دعم البلوش في الظاهرة الهناوية تقليديًا.

الميل السياسي

قد زار سعيد بن راشد آل إسماعيل الرياض في أوائل 1951م، ومن المفهوم أنه أبلغ عاهل المملكة العربية السعودية أن والده وشعبه جميعا يميلون الى الحكم السعودي. ولما كان بلوش هذه القرى حنابلة، باستثناء فريق من الأحناف يسكنون العراقي، فان في هذا ما قد يفسر سر ميلهم الى آل سعود. هذا وهؤلاء البلوش كانوا فيما مضى حلفاء مقربين لآل بو فلاح حكام أبو ظبي غير ان العلاقات الودية بينهم قد فترت في السنوات الأخيرة.

النزاع الإقليمي السعودي العماني (1955)

في عام 1955، تصاعدت التوترات بين المملكة العربية السعودية وعمان بسبب نزاعات حدودية كانت تتراكم على مر السنين، خصوصاً في المناطق الحدودية لشبه الجزيرة العربية. أحد الحوادث التي أبرزت هذه التوترات كان رسالة أرسلها سعود بن حارب، الذي ادعى أنه والي ولاية عبري، إلى الشيخ راشد بن سعيد آل إسماعيل، شيخ البلوش في منطقة العراقي. تم إرسال الرسالة بتاريخ 22 أكتوبر 1955، وقد لعبت هذه الرسالة دورًا كبيرًا في تصعيد الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وسلطنة مسقط (عمان).

نص خطي يعود إلى سعيد بن راشد آل إسماعيل، حول تفاصيل الزكاة

الرسالة وآثارها

في رسالته إلى الشيخ راشد بن سعيد آل إسماعيل، شيخ البلوش في منطقة العراقي، أخبر سعود بن حارب الأخير بأن موعد جمع الزكاة في المناطق التي تشمل المازم، الصبيخي، والفهرة في منطقة العراقي قد اقترب. وحث سعود على ضرورة استعداد هذه المناطق لاستقبال جامع الزكاة، محذرًا من أي عوائق قد تعرقل عملية الجمع. ورغم أن الزكاة تُعتبر واجبًا دينيًا واجتماعيًا روتينيًا، إلا أن سياق هذه الرسالة أصبح معقدًا بشكل كبير بسبب تداعياتها السياسية. بالنسبة للحكومة السعودية، فإن إرسال مثل هذه الرسالة من شخص مثل سعود بن حارب تم تفسيره على أنه محاولة علنية للتمسك بالسيادة على الأراضي المتنازع عليها، وهي أراضٍ كانت السعودية تعتبرها جزءًا من أراضيها. رأت الحكومة السعودية في هذه الخطوة تحديًا مباشرًا لمطالبها الإقليمية، خصوصًا في المناطق التي كانت تعتبر عمان وحاميتها البريطانية ليس لهما أي سلطة قانونية عليها. ومن هنا، اعتبرت الحكومة السعودية الرسالة بمثابة محاولة لزعزعة الاتفاقات التحكيمية التي كانت تهدف إلى حل النزاع الحدودي بين السعودية وعمان.

احتجاج السعودية والمطالبة بوقف الإجراءات

ردًا على الرسالة، قدمت الحكومة السعودية احتجاجًا رسميًا، حيث اعتبرت أن هذا الإجراء لم يكن مجرد تصرف إداري، بل كان تأكيدًا غير مبرر على السيادة العمانية على الأراضي التي تعتبرها السعودية جزءًا من أراضيها. وطالبت السعودية بأن يتوقف سلطان مسقط أو أي ممثل له عن مطالبة هذه الأراضي فورًا. كان الاحتجاج السعودي واضحًا: لا يحق لسلطان مسقط، أو من يتحدث باسمه، التمسك بحقوق السيادة على القبائل أو الأراضي المتنازع عليها. عبر المسؤولون السعوديون عن قلقهم من أن تكون الرسالة جزءًا من استراتيجية أوسع من قبل سلطنة مسقط، بدعم من البريطانيين، للتمسك بالسيطرة على مناطق لم تكن أبدًا جزءًا من سيادتهم. ورأوا في هذه المطالبة خرقًا للاتفاقات التحكيمية الدولية التي كانت قد وُضعت لحل النزاع الحدودي بين الدولتين.

السيادة والنزاعات

في المناقشات التي تلت ذلك، تم تقديم حجج متناقضة. إذ أصر ممثل عمان، طاهر رضوان، على أن المناطق التي تم الإشارة إليها في الرسالة كانت جزءًا من أراضي سلطنة مسقط، وبالتالي فلا يحق للحكومة السعودية التدخل في هذا الشأن. من هذه الزاوية، كانت احتجاجات السعودية تُعتبر تجاوزًا للحدود، وكان يُنظر إلى حق السلطان في جمع الزكاة في هذه المناطق كحق سيادي مشروع. في المقابل، رد الممثل السعودي بأن المناطق التي تم الإشارة إليها كانت مناطق نزاع، وأنه ما دام لم يتم حسم ملكيتها بشكل نهائي لصالح السعودية، فلا يحق لعمان اتخاذ مثل هذه الإجراءات. كان الجوهر هنا هو الغموض حول ملكية الأراضي، وقد رفض الطرفان التنازل. بالنسبة للسعودية، كان رفضها للسماح لعمان بجمع الزكاة في مناطق مثل البريمي يمثل مواقفها الإقليمية بشكل عام.

السياق الأوسع للنزاع

لم يكن نزاع السعودية وعمان في عام 1955 مقتصرًا على مسألة جمع الزكاة؛ بل كان جزءًا من نزاع حدودي أوسع كان قائمًا لسنوات. كانت واحة البريمي والمناطق المحيطة بها في قلب هذا النزاع. كانت المملكة العربية السعودية وعمان، بدعم من المملكة المتحدة كقوة حماية لعمان، في حالة مواجهة معقدة حول هذه المناطق الاستراتيجية. وكانت المملكة السعودية تستند في مطالبها على الروابط التاريخية مع القبائل في المنطقة، بينما كانت عمان، مدعومة ببريطانيا، تصر على سيادتها على هذه المناطق. الفارق الكبير بين هذه الحادثة وغيرها من الحوادث مثل النزاع حول البريمي، هو أن المملكة العربية السعودية كانت تحتفظ بموقف واضح بأنها تملك هذه الأراضي. أما بالنسبة لعمان، فقد كانت تعتبر أن هذه المناطق جزءًا من سيادتها، وكان أي تدخل سعودي يُنظر إليه على أنه تعدٍ على الحقوق العمانية.

مراجع

This article "البلوش (قبيلة)" is from Wikipedia. The list of its authors can be seen in its historical and/or the page Edithistory:البلوش (قبيلة). Articles copied from Draft Namespace on Wikipedia could be seen on the Draft Namespace of Wikipedia and not main one.

📰 Article(s) of the same category(ies)

• بني القين
• عوض عبود بن ثابت السعدي
• أولاد علي (القصيم)
• شربل أبوديوان
• العمامرة
• قبيلة الدعجة
• صلبة (قبيلة)

---

 Facebook Page

🐤 Twitter Follow us on Twitter !

Read or create/edit this page in another language

• البلوش (قبيلة) in English